كشفت وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن سلسلة من المبادرات والخطوات الرامية إلى تعزيز توطين صناعة اللقاحات والأجهزة الطبية في المملكة العربية السعودية، وذلك في إطار سعي المملكة لتحقيق الأمن الدوائي والصحي. يأتي هذا التوجه ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تعزيز الابتكار والتطوير في مختلف القطاعات الحيوية، وجعل السعودية مركزاً رائداً في الصناعات الدوائية والطبية.
وأوضحت الوزارة، عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، أن عدد مصانع الأدوية والمعدات الطبية في المملكة قد بلغ 206 مصانع، بإجمالي استثمارات تصل إلى نحو 10 مليارات ريال. وتعد هذه الاستثمارات جزءاً من الجهود الحكومية المستمرة لتعزيز القدرات التصنيعية المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات، مما يعزز من قدرة المملكة على تلبية احتياجاتها الدوائية والصحية بفعالية.
وفي تفاصيل هذه الاستثمارات، أفادت الوزارة أن قطاع صناعة الأدوية يضم 56 مصنعاً بحجم استثمار يصل إلى 7 مليارات ريال، في حين يحتوي قطاع الأجهزة الطبية على 150 مصنعاً بإجمالي استثمارات تبلغ 3 مليارات ريال. هذه الأرقام تعكس التزام المملكة بتعزيز البنية التحتية الصناعية والارتقاء بمستوى الإنتاج المحلي في مجالات حيوية تساهم في حماية صحة المواطنين وضمان استدامة الإمدادات الطبية.
كما أشارت الوزارة إلى نجاح جهودها في توطين عدد من المنتجات الدوائية والمعدات الطبية النوعية، والتي تشمل أجهزة التنفس الصناعي المستخدمة في غرف العناية الفائقة وأجهزة وشرائط قياس مستوى السكر في الدم. هذه الخطوات تعزز من مكانة المملكة كوجهة رائدة في مجال تصنيع الأجهزة الطبية المتطورة وتؤكد على قدرة القطاع الصناعي السعودي على تلبية أعلى المعايير العالمية.
وفي إطار تعزيز التعاون الدولي لتطوير الصناعات الدوائية في المملكة، قام وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، بعدد من الجولات والزيارات إلى دول متعددة بهدف توطين صناعة الأدوية واللقاحات الحيوية. هذه الجهود تعكس الرؤية الاستراتيجية للمملكة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا، وتسهم في تعزيز القدرات الوطنية في مجالات البحث والتطوير الطبي.
من خلال هذه المبادرات، تسعى المملكة ليس فقط لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأدوية والمعدات الطبية، بل أيضاً لتصبح لاعباً رئيسياً في السوق العالمية للصناعات الدوائية، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية ويؤكد التزامها بتحقيق رؤية 2030 التي تضع الابتكار والصناعة في قلب مستقبل السعودية.